حسن كجوط ـ كتاوا ـ تاكونيت
تقع منطقة إلكتاون، جنوب مدينة زاكورة، في قلب الصحراء الشرقية المغربية، محاطة بالجبال والرمال. هذه المنطقة تضم جماعة تاكونيت وجماعة كتاوا، وهي تحمل اسم “إلكتاون”، وهو اسم يطلق على أكبر واحة بالمغرب “واحة كتاوا”، وهو اسم مستوحى من أقدم القرى بالمنطقة وهي قرية إلكتاون، التي تحولت إلى جماعة قروية سنة 1990، عدد سكانها بلغ حوالي 21279 نسمة، حسب إحصاءات 2024.
تعاني هذه المنطقة من التهميش والإقصاء منذ عقود، رغم ما تزخر به من ثروات طبيعية وبشرية. إلا أن سكانها يعيشون في ظل ظروف قاسية، دون أن يجدوا الاهتمام اللازم من السلطات العمومية والمنتخبين المحليين.
تتميز كتاوة بموقعها الاستراتيجي، حيث تقع على ضفاف وادي درعة، وتحيط بها أشجار النخيل والبساتين. إلا أن هذه الواحة الجميلة تعاني من الإهمال، حيث تفتقر إلى أبسط المرافق الأساسية، من شبكة طرق معبدة، إلى مياه الشرب، مرورا بالصحة والتعليم.

تعيش أغلبية الساكنة على الفلاحة وتربية المواشي، وقليل منهم يعملون في السياحة، إلا أن هذه الأنشطة لا تكفيهم للعيش بكرامة بسبب التهميش و توالي سنوات الجفاف والتغيرات المناخية، مما يدفع بالشباب إلى الهجرة إلى المدن أو إلى الخارج، بحثا عن فرص عمل أفضل أو بالأحرى بحثا عن”تقشورت ن أغروم”/لقمة عيش.
تعاني هذه المنطقة، من مشاكل عديدة تعيق تنميتها وتطورها. ومن أبرز هذه المشاكل ضعف البنية التحتية، حيث تفتقر الجماعة إلى شبكة طرق معبدة، ومستشفى مجهز، ومرافق اجتماعية. هذا الوضع يؤثر سلبا على حياة السكان، ويعيق وصولهم إلى الخدمات الأساسية، الى جانب نقص في الأطر التعليمية في بعض المدارس، والوسائل التعليمية، مما يؤثر على جودة التعليم ويحد من فرص الطلاب في الحصول على تعليم جيد. هذا الوضع يزيد من نسبة الأمية، وينمي ظاهرة الهدر المدرسي، ويقلل من فرص الشباب في الحصول على وظائف جيدة.
وفي مجال الفلاحة، تعاني المنطقة من نقص في المياه، وعدم توفر الدعم الفني والمالي للفلاحين. هذا الوضع يؤثر على إنتاجية الفلاحة، ويزيد من الفقر والبطالة في الجماعة. أما الواحة فهي تتراجع بوما بعدا يوما بشكل كبير ومقلق بفعل التغيرات المناخية وتوالي سنوات الجفاف، حيث تعاني من نقص في المياه، وزحف الرمال وتدهور في الأشجار والنباتات، مما يؤثر على الإنتاج الفلاحي والحياة الاقتصادية للسكان المحليين، مما أدى إلى تراجع الإنتاج، كمنتج التمور وأجودها، بعدما كانت تصدر آلاف الأطنان من التمور إلى مختلف الأسواق المغربية. الآن، تعاني من تراجع كبير في الإنتاج بسبب الجفاف ونقص المياه، مما يؤثر على مداخيل الفلاحين والسكان المحليين.

وتعاني المنطقة أيضا من نسبة بطالة مرتفعة، خاصة بين الشباب. هذا الوضع يزيد من الضغط الاجتماعي، ويعزز الشعور بالإحباط واليأس بين الشباب.
إن منطقة كتاوا تحتاج إلى تدخل عاجل من السلطات العمومية واجتهاد المنتخبين و مرافعات المجتمع المدني والمثقفين، لإخراجها من دائرة التهميش والغبن. وتوفير أبسط المرافق الأساسية لسكانها، الذين يطالبون بتوفير فرص عمل للشباب، وتحسين البنية التحتية، ودعم الفلاحة، وتحسين التعليم والصحة. فمنطقة كتاوا، مثلها مثل باقي الجماعات المغربية، يستحق سكانها أن يعيشوا بكرامة، وأن يتمتعوا بفرص متساوية مع باقي المغاربة.