
حسن كجوط ـ الرباط
في قلب المدينة الحمراء النابضة بالأصالة والتاريخ، شهدت مدينة مراكش حدثًا بارزًا يكرّس قيم الحوار الثقافي ويعزز آفاق التعاون الدولي في مجال الإرشاد السياحي.
ففي هذا اللقاء الذي يعد لقاءا رمزيا بالغ الدلالة، اجتمع المرشد السياحي المغربي الخليل بلا بسفيرة السلام لدى الاتحاد العالمي لجمعيات المرشدين السياحيين (WFTGA)، السيدة ماريكار دوناتو، في خطوة تمهّد لانضمامه المرتقب إلى هذه الهيئة الدولية العريقة.
وقد شارك في اللقاء المرشد السياحي حمي إدريس، عضو نقابة المرشدين السياحيين بالمغرب، في تجسيد لروح التضامن المهني والرغبة المشتركة في توظيف السياحة كأداة فاعلة لنشر ثقافة السلام والتنمية المستدامة.
لقاء من أجل بناء الجسور الثقافية
انعقد اللقاء في أجواء مراكش التاريخية، ليعبّر عن التزام الخليل بلا برفع معايير الإرشاد السياحي إلى المستوى العالمي، وسعيه إلى أن يكون سفيرًا لتراث بلاده الغني. وتُعدّ السيدة دوناتو إحدى الشخصيات البارزة في WFTGA، لما بذلته من جهود في تحويل السياحة إلى وسيلة للتفاهم الإنساني وبناء جسور المحبة بين الشعوب.
ويأتي هذا اللقاء انسجامًا مع رسالة WFTGA التي تسعى إلى تمكين المرشدين السياحيين حول العالم، وتمكينهم من أداء أدوار ريادية في تعزيز التنمية المستدامة، وفتح نوافذ للحوار الثقافي العابر للحدود.
مراكش: منارة للقاء الثقافات
إن اختيار مدينة مراكش لعقد هذا الاجتماع لا يخلو من دلالة رمزية، فهي كانت على مر العصور مفترق طرق بين حضارات متعددة، وملتقى للرؤى والطموحات. ومن بين أسوارها العتيقة، يأمل الخليل بلا أن ينقل صوت المغرب إلى المحافل العالمية، وأن يسهم في إبراز العمق الحضاري والثقافي للمملكة.
السياحة: رسالة سلام ووحدة
وقد أكدت السيدة دوناتو، خلال اللقاء، أنّ “السياحة ليست مجرّد تنقل بين الأماكن، بل هي فعل إنساني سامٍ يهدف إلى تعزيز التفاهم ونشر السلام.” وأضافت أن هذه المبادرات تسهم في توسيع عائلة WFTGA، وترسّخ مفهوم السياحة المستدامة كوسيلة لتحقيق الخير المشترك.
خطوة نحو العالمية ودعم للتنمية المستدامة
إن ترشيح الخليل بلا، ممثلًا عن شركة Sahara Holidays، كعضو منتسب في الاتحاد، يُعدّ دليلاً على التزام WFTGA بتوسيع نطاق عملها عالمياً، وتوطيد علاقتها بالمرشدين السياحيين المحليين، بوصفهم سفراء للتراث وبناةً للسلام.
ويُعد انضمام مرشدين محليين أمثال الخليل بلا إلى منظمات دولية مرموقة خطوة نوعية نحو النهوض بقطاع الإرشاد السياحي في المنطقة، وإتاحة فرص تبادل الخبرات مع شبكة عالمية من المهنيين، بما يعزز من مساهمة السياحة في تحقيق التفاهم المتبادل والتناغم بين الثقافات.