
استضافة المغرب أشغال المؤتمر الدوري السابع لجمعية إدارات السجون بإفريقيا، والذي تطرق في هذه النسخة الى موضوع التكنولوجيا والمؤسسات السجنية يوم الاتنين 12 ماي 2025 بالمركب السجني بتامسنا نواحي مدينة الرباط ،حيث يجمع المؤتمر ممثلين عن 36 دولة إفريقية، إلى جانب عدد من الوزراء في الحكومة المغربية.
وشهد المؤتمر حضور كل من عبد اللطيف وهبي وزير العدل، ونزار بركة وزير التجهيز والماء، ويونس السكوري وزير الإدماج الاقتصادي والمقاولة الصغرى، ونادية فتاح العلوي وزيرة الاقتصاد والمالية ،كما تميز الحدث بمشاركة ممثلي السلك الدبلوماسي المعتمد بالرباط، إلى جانب ممثلين عن الجمعيات والهيئات الحقوقية المغربية والدولية.
وتناول رئيس الحكومة السيد أخنوش، في كلمة افتتاحية تلتها نيابة عنه نادية فتاح علوي، وزيرة الاقتصاد والمالية، اليوم الاثنين في سجن تمسنا المحلي، إن “هذا المؤتمر يأتي في مرحلة يشهد العالم تحولات رقمية وتكنولوجية لم يشهد لها مثيل، ويبقى التحول الرقمي ماضيا نحو إحداث التغييرات الشاملة على مستوى الإدارة، لاسيما فيما يتعلق بالفضاء السجني”.
و أضاف: ”لا يجادل أحد اليوم في أن توظيف التكنولوجيا في المرفق السجني أمر لا مناص منه؛ بل يشكل رافعة أساسية لتعزيز الأمن والإيواء وضمان التسيير الرشيد وإعادة التأهيل والإدماج، ويعتبر أيضا رافعة مهمة من أجل تدبير المؤسسات السجنية في ظل إشكالات الاكتظاظ”.
واعتبر أن ”هذه الإشكالات سيتم العمل على التصدي لها من خلال استغلال مزايا الأمن الداخلي بغرض تحسين ظروف الاعتقال وتعزيز الأمن الداخلي أيضا، ما دام أن التكنولوجيا تعتبر دعامة فعالة في ورش الإصلاح الإداري وتطوير المرفق السجني وخطوة إيجابية لحماية حقوق المعتقلين وضمان مراقبة فعالة للنزلاء وتقييم أداء الموظفين، فضلا عن مراقبة تحركات الزوار”.
كما دعا إلى “استغلال الفرص التي تتيحها التكنولوجيا من أجل تطوير المنظومة التكنولوجية وتطوير شفافيتها وتوفير بنية دامجة وآمنة على مختلف المستويات”، مؤكدا أن “المغرب يولي اهتماما لمثل هذه التظاهرات في سياق انفتاحه على العمق الإفريقي، إذ يستعد إلى بناء مستقبل مشترك قائم على التضامن والخبرات”.
ز أكد أن:” المملكة، ووعيا منها بالتحولات الرقمية، أولت أهمية بالغة للتحول الرقمي والإدارة الإلكترونية بغية تيسيرها في إطار من الشفافية، مستمدة مرجعيتها من القوانين والتشريعات الرقمية”.
وفي نفس المناسبة، ذكّر رئيس الحكومة بـ”الخطب الملكية وفصول الدستور التي تؤكد على إتاحة الولوج المشترك إلى مختلف المعلومات، والتي تشير إلى كل ما يتعلق بمفاهيم التكنولوجيا وحماية المصلحة الخاصة للأفراد؛ وهو ما تلاه إحداث وزارة للانتقال الرقمي وإصلاح الإدارة”.
وختم مداخلته مؤكدا أن “التأخر في مواكبة المستجدات تكلّف الشعوب غاليا، ويدعونا الواقع إلى مسايرة الأوضاع، وذلك في إطار الرؤية الملكية لنموذج التعاون جنوب جنوب’، مسجّلا وجود سعي نحو ”تمكين المواطنات والمواطنين من ترسيخ الممارسات الجيدة في الإدارة، فضلا عن جعل المغرب بلدا منتجا للحلول الرقمية وفق ما هو وارد ضمن الأهداف المعلنة في استراتيجية المغرب الرقمي 2030″
واختار عزيز أخنوش تهنئة جمهورية السينغال على المجهودات التي قامت بها من أجل إنجاح الدورة السادسة من هذا المؤتمر، بما يساهم في”تعزيز التعاون بين الدول الإفريقية في هذا المجال”، لافتا في الأخير إلى أن “المملكة حريصة على تقاسم تجربتها في مختلف المجالات مع أشقائها الأفارقة، لاسيما فيما يتعلق بتدبير المؤسسات السجنية؛ وذلك من أجل إرساء وتطوير نموذج متجدد”.
ويهدف المؤتمر إلى تعزيز التعاون وتبادل الخبرات بين إدارات السجون في إفريقيا، مع التركيز على تحسين ظروف الاعتقال وتعزيز برامج إعادة الإدماج وفقًا للمعايير الدولية لحقوق الإنسان ،فيما يشكل الحدث فرصة لعرض التجربة المغربية في إصلاح المنظومة السجنية.